تحتوي بذور الهوهوبا علي حوالي 50% من وزنها زيتا من نوع خاص يسمي بالشمع السائل ، ولا يماثلها في الكمية أو النوعية أي من المحاصيل الزيتية، ويستخرج الزيت من البذور بسهولة فائقة وبدون أي شوائب بأستخدام معاصر الزيوت العادية المستخدمة لإستخراج زيت الزيتون أو الفول السوداني أو السمسم أو غيرها ويتم بهذه الطرق إستخراج ما يقرب من 75% من الزيت في العصرة الأولي وحوالي 10% في الثانية ، أما الكمية الباقية وهى حوالي 15% يتم أستخلاصها بأستخدام المذيبات الكيميائية
أولاً- التركيب الكيميائي للزيت
يتركب زيت الجـوجوبا من حوالى 97% أستـر شمعــي أما النسبــة الباقيـــة وهي (3%) فتشكل أحماض دهنية وكحولية حرة ومواد مانعه للتأكسد والتزنخ تسمي توكوفيرول ويختلف زيت الجوجوبا عن الزيوت النباتية الآخري بأن جزيئاته تتكون من سلسلة كربونية طويلة ( 40-44) غير متفرعة ، وعلي عكس الزيوت النباتية التي تتكون من الأحماض الدهنية والجلسرين ، يتكون زيت الجوجوبا من أسترات شمعية ناتجة من إتحاد أحماض دهنية وأحماض كحولية وبالتالي لا يعتبر زيت الجوجوبا دهناً بل يصنف علي أنه شمع سائل ذو صفات فريدة ، يشبه في تركيبه زيت كبد الحوت ولكنه يمتاز عنه بما يلي ـ رائحته لطيفة وخالية من الرائحة السمكية ـ لاتتأثر لزوجته بدرجات الحرارة ـ غير قابل للتزنخ ـ غير قابل للتأكسد وأهم الأحماض الدهنية التي تدخل في تركيب جزيء زيت الجوجوبا هي الإيكوسانول والدكوسانول، ويعتبر زيت الجوجوبا غير مشبعاً حيث يحتوي علي رابطتين زوجيتيين بين ذرتي الكربون 10.9 في جانبي السلسلة الكربونية من كل طرف ميثيلي وتضفي هذه الظاهرة علي جزيء زيت الهوهوبا إنتظاماً ونقاءاً ملحوظين تميزه عن الزيوت النباتية الآخري، ومما يعطي زيت الجوجوبا أهمية خاصة أنه بمعاملات بسيطة يمكن تصنيع عدة مركبات ذات أهمية طبية وصناعية، فعن طريق الهدرجة مثلا (تشبيع الروابط الزوجية بالهيدرووجين ) يمكن تحويل الزيت من الحالة السائلة إلي الحالة الصلبة منتجة بذلك شمع الهوهوبا البلوري النقي
ثانيا ـ الصفات الطبيعيه للزيت
زيت الجوجوبا الخام ذو لون ذهبي فاتح ويحتوي علي قليل من الشوائب قد لا تدعو إلي التنقيه ويمكن إزاله اللون من الزيت بسهوله عن طريق مرشحات خاصه، وذلك بعد مزج الزيت بالطين المزيل للألوان لفترة 15 – 30 دقيقه علي درجه حراره 90 – 100م، ويستعمل لهذا الغرض طين نوع فلترول 160 Filtrol 160 أو تونسيلTonsil Optimum FF أو فلزر Fuller's earth أو غيرها ، بشرط أن لا يعمل الطين علي إزاله المواد المانعه للتأكسد من الزيت، والزيت منخفض الحموضه 0.2 – 0.3 % نظرا لقله كميه الاحماض الدهنيه الحره والزيت غير سام، وقابل للتحلل البيولوجي والذوبان في المذيبات الكيميائيه الشائعه مثل الهكسان والبنزين والكلوروفورم ، وغير قابل للمزج بالميثانول والأسيتون. وللزيت عده خواص طبيعيه ذات أهميه صناعيه عاليه أهمها إرتفاع رقم اللزوجه وعدم تأثر تركيب الزيت بالتعرض لدرجات الحرارة المرتفعه والتي تصل إلي 350م، وأهم ما يميز الزيت هو عدم قابليته للتزنخ وذلك لوجود نسبه قليله ( 50 جزء في المليون ) من مواد مانعه للتأكسد (توكوفيرول ) تعطي زيت بذور الهوهوبا قدرة فريده علي التخزين قد تصل لأكثر من 25 عاما دون أي تأثير علي صفات الزيت الطبيعيه أو تركيبه الكيميائي
ونظراً لإرتفاع سعر زيت الجوجوبا في في الوقت الحاضر فإن إستخداماته مقصورة حالياً علي مستحضرات التجميل والمستحضرات الطبيه، وكذلك فإنه يدخل كماده إضافيه في زيوت المحركات والتشحيم.
ويكمن سر التهافت علي زيت الجوجوبا في تصنيع مستحضرات التجميل إلي صفات الزيت فائقه الجوده من حيث عدم التزنخ والتحلل بسهوله وكذلك لحموضه الزيت المنخفضه ولعدم تفرع السلسله الكيميائيه للزيت مما يسهل إختراقها لجلد الانسان وأمتصاصها دون أن تترك أي ملمس دهني غير مستحب.
وفي مجال إستخدام الزيت في المحركات والتشحيم فإن ذلك يرجع لإحتفاظ الزيت بلزوجه عاليه تحت درجات الحراره المرتفعه التي قد تصل إلي أكثرمن 350م مما يطيل عمر المحرك ويقلل من الحاجه لتبديل الزيت، ولكن نظراً لإرتفاع سعر زيت الجوجوبا في الوقت الحاضر فإنه يضاف إلي زيوت السيارات بنسبه قليله قد لا تتعدي 5% من أجل تحسين خواصها
ثالثاً ـ التأثير السام للزيت
لحسن الحظ أن مادة السيموندسين السامه الموجوده فى بذور الهوهوبا لا تخرج مع الزيت بل تبقى فى الكسب المتخلف بعد عصر البذور، وقد أثبتت التجارب على الفئران والأرانب فى أمريكا واليابان أنه ليس لزيت الهوهوبا أى تأثير سام على هذه الحيوانات حيث لم تسبب إى ألتهابات للجلد أوالعيون ،وكذلك فقد دلت التجارب على جلد الأنسان سلامة أستخدام الزيت النقى أوالخام على حد سواء ، أما من حيث التأثير على الحساسيه فقد ثبت أنه ليس لزيت الهوهوبا أى تأثيرعلى الحساسيه إلا الأفراد الذين يعانون من ذلك أصلا وأجريت دراسه عام 1996 على سمية مستحضر ( أنكو-1) للقضاء على الحشرات الزراعيه (يحتوى على 96 % زيت هوهوبا ، 4% مذيبات ) فى المعمل المركزى للمبيدات التابع لمركز البحوث الزراعيه المصرى حيث ثبت أن المستحضر منخفض السميه حسب النتائج التاليه LD 50 (ORAL) (MALE RAT) = > 20.000 MG/KG BW. LC 50 (FISH) = > 2500 PPM . وهذا يعنى أن الجرعه السامه من الزيت تصل إلى 20 جم لكل كيلو من وزن الأنسان وفى دراسه عقاقيريه لنبات الهوهوبا المزروع فى مصر أجريت فى كلية الصيدله جامعة القاهره عام 2002 تحت أشراف أ. د /على محمد الشامى، حيث أسفرت هذه الدراسه أنه لاتنتج أى سميه من الزيت حتى جرعة 5جم / كجم من وزن الأنسان فلذا أن الزيت يعتبر آمن وليس له أضرار في الحدود المسموح بها طبياً
رابعاً ـ الخواص الطبيه لزيت الجوجوبـا
يستخرج زيت الجوجوبا من بذور نبات الهوهوبا " سموندسيا تشايننس " وهو يتكون من سلسلة مستقيمه من إسترات الأحماض الدهنيه أحادية التشبع والكحوليات الدهنيه ويبلغ عدد ذرات الكربون بها 42 ذره ولهذا يصنف كيميائياً على أنه شمع سائل، ويتكون شمع الهوهوبا من مجموعه من الأسترات ذات الوزن الجزئى العالى وسلاسل مستقيمه من الأحماض والكحوليات أحادية الأسيلين ،وتتكون الأحماض الغير مشبعه من خليط من أحماض إيكوسانوك ودوكوسانوك وكميه صغيره من أحماض البلموليك وأوليك ، والكحوليات الغير مشبعه هى خليط من كحوليات إيكوسانول ودوكوسانول مع كميه صغيره من هكساكوسانول وكحوليات ذات وزن جزئي أقل وشمع الجوجوبا السائل غير متطاير ولايترنخ وهذا يعزى أساساً إلى تركيبه الشمعى الطبيعى (يتكون هذا الشمع من مجموعة واحده من الكحول وهذا يجعله غير قابل للتأكسد والتزنخ ) وإلي وجود نسبه ضئيله من ماده التكوفيرول بين مكوناته ( وهو ماده طبيعيه ضد التأكسد ).وأثبتت الأبحاث أن الهوهوبا يتميز بالخواص الست التي تزيد من القدرة علي اختراق الجلد وهي: اللزوجه المنخفضه ، إرتفاع نسبه عدم التشبع ، رقم التصبن المنخفض ، قصر سلسله الكربون ، عدم وجود ماده الليسين ، إرتفاع نسبه الاسترات ذات السلاسل المستقيمه والاسترات المتفرعه وشمع الجوجوبا السائل يساعد علي تجنب أهم سببين يؤديان إلي حدوث الشيخوخه المبكرة للجلد هما: الجفاف وعمليه أكسده الدهون فهو مرطب جيد للجلد دون أن يسبب إنسداد في المسام وهذا يساعد علي مرونه الجلد ، وفي نفس الوقت تساعد سرعه تسربه والليونه الناتجه عن إستخدامه علي نعومه الجلد مما يمنع الإحساس باللزوجه وهذا كله يعطي الفرد الإحساس بنعومه ورطوبه وسلاسه ملمس جلده ويمتاز شمع الجوجوبا السائل بأن 50% من مكوناته مواد غير قابله للتصبن ( كحوليات التريتربين والفايتوستيرول ) بينما الزيوت النباتيه الأخري تحتوي علي 2 – 3 % فقط مواد غير قابله للتصبن ، ودهان الجلد بماده غير قابله للتصبن يزيد من تكوين ماده الإلستين وهي مسئوله عن سلامه ومرونه ولمعان الجلد ، والمواد الغير قابله للتصبن هي مواد مطهره واقيه للجلد ومانعه لحدوث الحساسيه ومنبهه للخلايا وتساعد علي تجديد خلايا الجلد وهي أيضا مانعه لحدوث الإلتهابات وقد ثبت أن شمع الهوهوبا السائل له القدره علي مقاومه الإلتهابات والبكتريا والفطريات فقد تبين عدم قدرةأهم خمس أنواع من البكتريا علي النمو في وجوده مثل ستفيلوكوكس أوريس ، سيدومونس إيرجونوسا ، وفطر كانديدا البيكانس يتمتع شمع الهوهوبا السائل بأنه ماده متعادله كيميائيا وهذا يساعده علي مقاومه إصابات وجفاف الجلد.
4 عمارات العبور - صلاح سالم - مدينه نصر - القاهرة
نبيل الموجى 2144708 / 0122
natoileg@link.net
حقوق الطبع والنشر 2017 - تيبكال ديزاين.كل الحقوق محفوظة